طنجة : هل يصلح العطار ما أفسده الدهر في مجال التعمير والبناء؟
عبرت أوساط مدنية وحقوقية بمدينة طنجة وفي أكثر من مناسبة ، عن استنكارها الشديد لعملية مواصلة بناء كارتيل سكني وسط أشجار غابة "بيرديكاريس" (الرميلات) الفضاء الغابوي الوحيد بل رئة ساكنة عاصمة البوغاز ، بعد أن منح فضلا لا تكليفا صاحب المشروع المحظوظ جدا ترخيصا للبناء موقعا من قبل سيادة رئيس المجلس الجماعي الذي نعلم جميعا كيف تم إسقاطه بمظلة الحزب المعلوم فوق كرسي المسؤولية في مدينة يبدو - والله أعلم - أن قدرها قادها ويقودها اليوم إلى المجهول مع أمثال هذه الكائنات المعدلة سياسيا . نعم وقعها سيادته بمعية السيد والي الجهة المحترم ومؤسسة الوكالة الحضرية المحترمة . كيف تم ذلك ؟ هذا ما سنعرض له في هذا التقرير . بعد انتشار خبر إنشاء مشروع سكني وسط غابة "بيرديكاريس" الكائنة بمنطقة الرميلات وشيوع مضمونه المدمر بيئيا وإكولوجيا لدى الرأيين العامين المحلي والوطني ، انتفضت جمعيات وإطارات مدينة جادة ؛ تعنى بالحفاظ على البيئة والتوازن البيئي فوقفت سدا منيعا في وجه الهجمة الشرسة للمنعش العقاري الذي تروج له المنابر الإعلامية الصفراء بأنه ذو جاه ونفوذ ! بموازاة مع الحملات التي قادتها الجمعيات المذكورة بشجاعة في وجه "غول" الأجور والإسمنت بغابة الرميلات الطبيعية والتاريخية ، انبرت السلطات المحلية بطنجة ومعها بالطبع المجالس المنتخبة ، بما في ذلك مجلس جماعة طنجة الذي يرأسه السيد الليموري تولول وتردد بلا حياء أو حشمة : "سنضرب بيد من حديد على يد من سولت له نفسه محاولة "الاقتراب" أو مجرد التفكير في مشروع استغلال الملك الغابوي المنتمي لمدينة طنجة " ، لكن- للأسف - الكلام والشعارات العاطفية شيئ والواقع شيئ آخر ، فالسلطات ممثلة في الولاية والجماعة الترابية وكذا الوكالة الحضرية "سلمت" “ترخيصا استثنائيا” لشخص “نافذ” ، كما تم توصيفه وهذا معناه أنه فوق القانون ! وصاحب شركات وعقارات في المدينة ونواحيها ..إذن ما دام الأمر كذلك فما المانع من تمتيعه برخصة قيل إنها "استثنائية" !؟ المشروع السكني للشخص “النافذ” ، المعني بقصة البناء والتعمير وسط غابة الرميلات حسب مصادر جماعية ، يُستكمل وفق “الالتزامات القانونية الجاري بها العمل وأن توقيع السيد العمدة على "الرخصة الاستثنائية" جاء في إطار "حل الملفات العالقة وتبسيط المساطر الإدارية” ! في المقابل عبرت أصوات حقوقية وبيئية عن رفضها القاطع لهذا "الترخيص" الذي يستبيح مجالا حيويا لساكنة المدينة والأجيال القادمة ، معتبرة إياه تجنيا على الحق والقانون ، بل اعتداء على الفضاءات الغابوية ، يستوجب القيام بخطوات عملية أكثر جرأة لوقف نزيف استئصال الأشجار التاريخية والغابات . ويتم ذلك، وفق الطلحي، سواء من خلال الترخيص لمشاريع سياحية وعقارية، أو هما معا في مشروع واحد، من خلال الرخص العادية أو الرخص الاستثنائية. للتذكير وتنوير الرأي العام فإن الرخص الاستثنائية كانت سببا مباشرا في الاستيلاء على أجزاء مهمة من الغابات الحضرية وشبه الحضرية في طنجة ، نذكر على سبيل المثال لا الحصر غابة مديونة التي فقدت أجزاء مهمة بفعل الرخص الاستثنائية المشبوهة ، التي تم تسخيرها حيلة ووسيلة للسطو على الأراضي الغابوية ، وطريقا للاغتناء غير المشروع . يتم هذا بمباركة وتعاون أحيانا مع جهات مسؤولة عن تسيير وتدبير الشأن العام بهذه المدينة ! بالعودة إلى غابة الرميلات نؤكد القول مرة أخرى إنها جزء هام من ذاكرة مدينة طنجة وتاريخيها الطبيعي والمجالي ..تتعرض اليوم كما تعرضت بالأمس القريب إلى تعد سافر وهجوم بربري من قبل تجار العقار ومن يدور في خلدهم ، فهل يصلح العطار ما أفسده الدهر في مجال التعمير في البوغاز و"هل هؤلاء منتهون" ؟
من شروط التعليق عدم سب الاخرين و الاديان و احترام مقدسات البلاد و الا فلن ينشر تعليقك
صوت وصورة

ملخص مباراة المغرب ضد ساحل العاج

هدف اتحاد طنجة ضد المغرب التطواني - كأس العرش 2018

عااجل.. بحارة اسبان ينقذون شابا عبور المضيق عبر قارب مطاطي

هدف اتحاد طنجة ضد المغرب التطواني - كأس العرش 2018

عاجل: شرطي يضرب امرأة في سوق مدينة وجدة

تقرير عن المباراة القوية بين البرازيل والمكسيك

الرابور مسلم يوافق على ترويض المغاربة في موازين.. وهذا الثمن الذي طلبه (فيديو)

عدد التعليقات (0)
أضف تعليقك