اخر الاخبار

أقلام حرة

الرئيسية | حوار | ليلى لمريني: كنت محظوظة لأن أبرز شيوخ الملحون درّسوني وفي مقدمتهم الحاج الحسين التولالي

ليلى لمريني: كنت محظوظة لأن أبرز شيوخ الملحون درّسوني وفي مقدمتهم الحاج الحسين التولالي

ليلى لمريني: كنت محظوظة لأن أبرز شيوخ الملحون درّسوني وفي مقدمتهم الحاج الحسين التولالي اضغط على الصورة لرؤيتها في حجمها الحقيقي

تعشق الفنانة ليلى لمريني الفنون أينما هبت نسائمها لكنها تحتضن فن الملحون بكل جوارحها، عاشقة للكلمة الموزونة والمتزنة وشغوفة ومهووسة حتى النخاع بالشعر والكلمة الراقية بكل أوديتها وبحورها. ترعرعت بمدينة التراث المدينة العتيقة مكناس وتشبعت وتعلقت بكل ألوان التراث وتتلمذت على أيادي أساتذة كبار في هذا المجال واستطاعت أن تصقله بالدراسة العلمية الأكاديمية وأن تبرزحضورها بكل ثقل واحترافية وتمكن لأنها مزجت بين الموهبة والدراسة وهنا تولد الإبداع والتميز. حصلت على عدة شواهد داخل وخارج المملكة المغربية وعدة ألقاب بكل جدارة واستحقاق. وتعد سفيرة التراث المغربي الأصيل بشهادة كل المهتمين. ربطنا الاتصال بها فكان لنا معها الحوار التالي: ما سر اهتمامك بفن الملحون ؟ هو سر عشق وولع وارتباط وهوس بالقصيدة المغربية وبالأدب الشعبي بكل تجلياته هو نابع مند طفولتي لأنني عشقت الكلمة الموزونة والغناء الملتزم فارتبطت بالأغاني الثورية لجوليا بطرس أميمة الخليل ومارسيل خليفة ولروائع الغناء المغربي والعربي وللفن الراقي والمتميز. دراستي الجامعية وتخصصي أدب فرنسي من هنا انطلقت في البحث عن أدبنا المغربي الأصيل وتعلقت بأدب الملحون بحكم ولادتي بمدينة التراث المغربي الأصيل مدينة مكناس وبحكم انتمائي لمنطقة جهة مكناس تافيلالت منبع الملحون وكذا لكثرة استماعي لهذا اللون الجميل وللألوان التراثية الأخرى في المناسبات العائلية والمناسبات الدينية فتشبعت بالقصيدة وبالتراث الجميل، ومن هنا كانت انطلاقتي في البحث والتنقيب على هذا اللون الأدبي والغنائي الجميل لأنه شعر قائم بذاته وهو شعر نظم يتغنى به، لأنه بالفعل يستهوي بصوره البلاغية وكثرة الأخيلة التي تسافر بك عندما تقرأ أو تستمع إلى قصيدة الملحون، فهو أدب تطرق إلى كل الأغراض الشعرية وعالج عدة مواضيع مجتمعية بلغة رصينة ولكنة محلية وهذا ما يميزه عن باقي الألوان الأدبية الأخرى. هل كانت الأرضية مواتية لنضج تجربتك في هذا الإطار؟ ككل بداية تكون صعبة على أي كان وفي أي مجال لكن إذا كان الإنسان مقتنع بمجاله ويؤمن بما يفعل سوف يتحدى كل الصعاب والعراقيل وهذا ما قمت به، لأنني مؤمنة وعلى قناعة كبيرة بتخصصي وبموهبتي في هذا المجال رغم كل التحديات والصعوبات التي واجهتها تحملت، لأنني أقول دائما لا يصح إلا الصحيح والبقاء للأصلح، لأنني اخترت الطريق الصعب، طريق البحث والدراسة والحفاظ على موروثنا الثقافي المغربي والتعريف به خارج أرض الوطن، لكنني رغم كل هذه الصعاب، فأنا أقول إنني كنت محظوظة أولا لنشأتي وسط أسرة مثقفة عاشقة للتراث وللألوان المغربية. كان دعمهم لي أكبر دعم خاصة من طرف والدتي الحبيبة تغمدها الله بواسع رحمته، فهي كانت رفيقة دربي منذ بدايتي بتوجيهاتها وبحبها ودعمها ودعواتها استطعت أن أتغلب على كل هذه الصعاب بالإضافة إلى دراستي الأكاديمية في الموسيقى على أيدي أساتذة وشيوخ أعطوا لهذا الفن الشيء الكثير وكانوا مؤمنين بموهبتي ودعموني بشكل كبير. من هم شيوخ فن الملحون الدين يستأثرون باهتمامك؟ بما أنني ابنة مدينة مكناس وترعرعت وسط نفحات القصائد والأذكار العيساوية وفن المديح والسماع وكل هذه الطقوس الربانية والصوفية كنت محظوظة جدا لأن أبرز شيوخ هذا الفن، خاصة أدب الملحون درسوني خاصة الحاج الحسين التولالي الذي درسني سنتين قبل رحيله عند التحاقي بالمعهد، تغمده الله بواسع رحمته والحاج الأستاذ أكومي رحمة الله عليه، يعني كنت بين أيادي أمينة لكن من علمني كيفية أداء القصيدة وقواعد الإنشاد والتمعن في الكلمة والمعنى والذي أعتبره أبي الروحي أطال الله في عمره هو أستاذي والعازف الأول والمتميز على آلة الكمان الحاج محمد الوالي "الله يخليه لينا يا رب"، لأنه نعم الأستاذ والأب والمؤطر له الفضل على مجموعة من الأصوات النسائية البارزة الآن في إنشاد الملحون، فأنا جد محظوظة بكوني حظيت بدعم هؤلاء الشيوخ والأساتذة الأجلاء ولن أنسى مولاي إدريس الشبيهي الذي أطرني في فن المديح والسماع، فأنا ممتنة لكل أساتذتي الذين ساهموا في تعليمي ودراستي للموسيقى دراسة أكاديمية وعندما أريد سماع أدب الملحون، فلا أجد أجمل ولا أروع من صوت الشيخ الجليل الحاج الحسين التولالي والحاج بوزوبع وغيرهم، لأن يقول القول المِأثور "الشيخ بلا شيخ جبح خالي". يولي مجموعة من المهتمين أهمية للبحث في فن الملحون، فهل تهتمين بالبحث في هذا التراث؟ يجب أن أشكر كل الأساتذة الأجلاء الذين بحثوا في هذا اللون الأدبي الرائع يرجع لهم الفضل في تنويرنا وتزويدنا بمعلومات قيمة في هذا المجال على سبيل المثال لا الحصر، الباحث الكبير الأستاذ محمد الفاسي تغمده الله بواسع رحمته والباحث الكبير الأستاذ محمد الفاسي والشيخ الباحث الحاج أحمد سهوم والشيخ الملحوني وعدة أسماء بارزة في هدا المجال ادا قرأت كتب هؤلاء الأجلاء ستجد نفسك وبدون شعور يستهويك أن تبحث في هذا الموروث الثقافي الرائع، فهو أدب يستهويك للإنشاد وللدراسة والبحث العلمي الأكاديمي وهذا ما حدث معي من كثرة عشقي لهذا الفن الجميل أصبحت أبحث في خباياه وفي عمقه الأدبي والتاريخي وأتمنى أن استطيع تقديم ما يفيد لبلدي خاصة للجيل الرابع لكي يتمكن من معرفة أنه لدينا تاريخ وتراث عميق بمختلف مناطق مملكتنا المغربية بالإضافة إلى كوني انني أقوم بالتعريف بهذا اللون الأدب خارج مملكتنا المغربية في أكبر المحافل الدولية والعربية والوطنية وإعطاء محاضرات في أكبر جامعات أمريكا، فالحمد الله لنا موروث ثقافي يقام له ويقعد. هل فن الملحون بخير، أم أن هناك إكراهات تعترض طريق هذا المجال؟ سؤال في غاية الأهمية، سأقول إنه بخير ما دمنا نحن بخير ومهتمين به وسأقول إنه بخير مادامت لنا الشجاعة أن نتحدى كل الإكراهات من أجل الحفاظ والتعريف بهذا اللون الأدبي الغنائي وأن نوصله إلى الجيل الرابع بحكم تدريسي لمادة أدب الملحون ورؤيتي مدى الإقبال على هذا اللون من طرف الطلبة بمختلف الأعمار، سأقول إنه بخير عندما أكون خارج المغرب وأنا أقدم لوحات فنية تراثية في أكبر المسارح العربية والدولية وأشاهد مدى اهتمامهم وشغفهم لمعرفة هذا الأدب الجميل وللبحث فقد سبق لي وأن أطرت أمريكية مسلمة اشتغلت على دكتوراه في الملحون وأسعدت كثيرا، لأن تراثنا بمختلف ألوانه وأشكاله يتم البحث فيه من طرف أجانب. سأقول إنه بألف خير بعد كل الشواهد التي حصلت عليها داخل وخارج المملكة المغربية، لكن ومع الأسف لا نحظى بالاهتمام المطلوب ومن بين الإكراهات التي تعترض مجالنا قلة البرامج المهتمة وبشكل احترافي بهذا المجال قلة البرمجة في المهرجانات المحلية نتمنى أن يكون المستقبل أفضل بكثير، لأنه ما أحوجنا على أن نحافظ على أهم ثوابت هويتنا المغربية ألا وهو تراثها المغربي الأصيل وكفانا استهزاء بموروثاتنا الثقافية .

Twitter Facebook Google Plus Linkedin email

من شروط التعليق عدم سب الاخرين و الاديان و احترام مقدسات البلاد و الا فلن ينشر تعليقك

عدد التعليقات (0)

أضف تعليقك